آخر المواضيع

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

مدخل في علوم التربية

مدخل في علوم التربية 

 

مقدمة:

   تشتمل التربية على تعليم وتعلم مهارات معينة، والتي تكون –أحيانًا- مهارات غير مادية (أو ملموسة)، ولكنها جوهرية، مثل: القدرة على نقل المعرفة، والقدرة الصحيحة على الحكم على الأمور، والحكمة الجيدة في المواقف المختلفة، ومن السمات الواضحة للتربية هو المقدرة على نقل الثقافة من جيل إلى آخر.

تعاريف:

لغة : التربية من الفعل ربى و يربي و بالتالي تربية و تعني إلصاق صفات و طبائع معينة بكائن معين وذلك تمهيدا لإدماجه في مجتمع بعينه.
أما اصطلاحا :
• علم "التربية" (pédagogy)ويعني توجيه المتربص (المتعلم) بأفضل طريقة نحو التحصيل المعرفي
• التربية يمكن تعريفها بأنها تطبيقًا "لعلم أصول التدريس"، والذي يعتبر تجمعًا للأبحاث النظرية والتطبيقية والمتعلقة بعمليتي التعليم والتعلم، والذي يتعامل مع عددًا من فروع المعرفة، مثل: علم النفس، والفلسفة، وعلوم الكمبيوتر، وعلوم اللغات، وعلم الاجتماع.
• التربية هي عملية صناعة الإنسان.
• تطلق التربية على كل عملية أو مجهود أو نشاط يؤثر في قوة الإنسان أو تكوينه.
• المفهوم الشامل للتربية يرى بأن التربية هي الوسيلة التي تساعد الإنسان على بقائه واستمراره ببقاء قيمه وعاداته ونظمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
• التربية في نظر البعض تأخذ منظورا دينيا ويعتبره البعض عملية هدفها هو الحصول   على الإنسان السوي المعتدل كما أقرت بذلك كل الديانات السماوية.

     عرف مصطلح تربية عدة تعريفات كل منها يستند إلى خلفية قائله أو كاتبه، وفي أدبيات الاختصاص عشرات التعاريف وربما يكون آخرها ما ورد في كتاب عوامل التربية للدكتور رشراش عبد الخالق وزميله 2001 م بأن التربية هي الرعاية الشاملة والمتكاملة لشخصية الإنسان من جوانبها الأربعة الجسدي والنفسي والعقلي والاجتماعي بهدف إيجاد فرد متوازن يستطيع إصابة قوته واستمرار حياته والتكيف مع بيئتيه الطبيعية والاجتماعية.  

    هناك تعاريف كثيرة للتربية اختلفت باختلاف نظرة المربين و فلسفتهم في الحياة و معتقداتهم التي يدينون بها و قد و جد منذ القدم و إلى أيامنا هذه أنه من الصعب الاتفاق على نوع واحد من التربية تكون صالحة لجميع البشر و في جميع المجتمعات و تحت كل الأنظمة و في ظل كل المؤسسات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و رغم ذلك كان الحديث عن التربية و لا يزال يتناول كمعنى التطور و التقدم و الترقي و الزيادة و النمو و التنمية و التنشئة.

    فأفلاطون كان يقول : "إن التربية هي أن تضفي على الجسم و النفس كل جمال و كمال ممكن لها"
    أبو حامد الغزالي يرى "إن صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها و إن الغرض من التربية هي الفضيلة و التقرب إلى الله".
أما التربية في نظر الفيلسوف الألماني أمانويل كانط فهي : ترقية لجميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد.
    أما جون ديوي كان يرى أن التربية هي الحياة و هي عملية تكيف بين الفرد و بيئته.
أما ساطع الحصري فيرى أن التربية هي تنشئة الفرد قوي البدن حسن الخلق صحيح التفكير محبا لوطنه معتزا بقوميته مدركا واجباته مزودا بالمعلومات التي يحتاج إليها في حياته.

    و رغم اختلاف هذه التعارف إلا أنها جميعا تقتصر على الجنس البشري و تعتبر العملية التربوية فعلا يمارسه كائن حي في كائن حي آخر و غالبا ما يكون إنسانا راشدا في صغير أو جيلا بالغا في جيل الناشئ و إنها جميعا تقر بأن التربية عملية موجهة نحو هدف ينبغي بلوغه علما بأن ذلك الهدف يحدد له غاية تهم المجموعة التي تقوم بالإشراف على العملية التربوية.
     أما أحدث التعارف المتداولة في معظم الكتابات عن التربية فهي : "عملية التكيف أو التفاعل بين الفرد و بيئته التي يعيش فيها و عملية التكيف أو التفاعل هذه تعني تكيف مع البيئة الاجتماعية و مظاهرها و هي عملية طويلة الأمد و لا نهاية لها إلا بانتهاء الحياة"
ضرورة التربية

     التربية عملية ضرورية لكل من الفرد و المجتمع معا فضرورتها للإنسان الفرد تكون للمحافظة على جنسه و توجيه غرائزه و تنظيم عواطفه و تنمية ميوله بما يتناسب و ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه و التربية ضرورية لمواجهة الحياة و متطلباتها و تنظيم السلوكيات العامة في المجتمع من أجل العيش بين الجماعة عيشة ملائمة.
و تظهر ضرورة التربية للفرد بأن التراث الثقافي لا ينتقل من جيل إلى جيل بالوراثة و لكنها تكتسب نتيجة للعيش بين الجماعة و إن التربية ضرورية للطفل الصغير لكي يتعايش مع مجتمعه كما أن الحياة البشرية كثيرة التعقيد و التبدل و تحتاج إلى إضافة و تطوير و هذه العملية يقوم بها الكبار من أجل تكيف الصغار مع الحياة المحيطة و تمشيا مع متطلبات العصور على مر الأيام .
    أما حاجة المجتمع للتربية فتظهر من خلال الاحتفاظ بالتراث الثقافي و نقله إلى الأجيال الناشئة بواسطة التربية و كذلك تعزيز التراث الباقي و ذلك من خلال تنقية التراث الثقافي من العيوب التي علقت به و التربية هنا قادرة على إصلاح هذا التراث من عيوبه القديمة و هذا الإصلاح مع المحافظة على الأصول.

أهداف التربية

  الأهداف التربوية تدعو إلى الأفضل دوما و لهذا يمكن القول أن هناك مواصفات لا بد منها للأهداف التربوية كي تؤدي الغرض الذي وضعت من أجله لهذا فإنه من الواجب أن يكون الهدف التربوي :

1- عاما لكل الناس.
2- شاملا لجوانب الحياة.
3- مؤدا إلى التوازن و التوافق و عدم التعارض بين الجوانب المختلفة.
4- أن يكون مرنا مسايرا لاختلاف الظروف و الأحوال و العصور و الأقطار .
5- صالحا للبقاء و الاستمرار و مناسبا للكائن الإنساني موافقا لفطرته و غير متعارض مع الحق.
6- متوافقا غير متصادم مع المصالح المختلفة و أن يكون واضحا في الفهم و يفهمه المربي و الطالب.
7- أن يكون واقعيا ميسرا في التطبيق و أن يكون مؤثرا في سلوك المربي و الطالب.

إن الأهداف التربوية متعددة بتعدد الأمم و الشعوب كما إنها تتعدد بتعدد الفلاسفة و ما لديهم من أفكار بل هي متغيرة لدى العلماء أو الأمة الواحدة بتغير الزمان أو الظروف المحيطة بالأمة و تختلف الأهداف التربوية حسب الموقف لذلك فهي كثيرة العدد فالهدف من التربية في وقت السلم و في وقت الحرب مختلفان .

وظيفة التربية:

1) نقل الأنماط السلوكية للفرد من المجتمع.
2) نقل التراث الثقافي و تعديله في مكوناته بإضافة ما يفيد و حذف ما لا يفيد..
3) إكساب الفرد خبرات اجتماعية نابعة من قيم و معتقدات و نظم و عادات و تقاليد و سلوك الجماعة التي يعيش بينها.
4) تنوير الأفكار بالمعلومات الحديثة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق