آخر المواضيع

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

التدريس في ظل المقاربة بالكفاءات

التدريس في ظل المقاربة بالكفاءات

 


    تهدف إصلاحات الأنظمة التعليمية إلى تحديث مقاصد وغايات التعلم لجعلها أكثر انسجاما ونجاعة، ومن هذه الدول الجزائر التي تبنت هذه الخطة في إصلاحاتها الجديدة استجابة لحاجات الأفراد والمجتمع,كما تهدف إلى تحقيق أهداف محددة للتكوين وتعليم الأجيال المتمرسة وتثقيفهم بشكل أنجع وجعل الفعل التعلمي أكثر نفعا .
         وقد قال " جون ديوي " ذات يوم أن على نظام التربية أن يعمل على غربلة الأفراد واكتشاف ما يصلحون له من أعمال وإعداد الوسائل التي تعين لكل فرد العمل الذي تؤهله له طبيعته في الحياة " " ومع التطورات الحديثة التي عرفها هذا القرن وتطورات المناهج والبرامج والوسائل التعليمية التي تتماشى والتغيرات السريعة في مجال المعرفة واقتصاد السوق كان من الواجب تحديث المناهج التعليمية وتعديلها بحيث تأخذ بعين الاعتبار القدرة على تحويل المعارف وتجسيدها في خدمة ونفع الفرد والمجتمع بحيث تنمي كفاءات وتسمح له بالتلاؤم مع حاجات الواقع.

    المقاربة بالكفاءات من المعروف أن أهمية المؤسسات هي منح شبابنا القدرات والمهارات التي تسمح لهم فعلا أن يكون اكفاء للقيام بأشياء تنفعهم وتنفع المجتمع وهذا ما نعني به المقاربة بالكفاءات , وكفاءات تجعل المعارف قابلة للتحويل والتجنيد في الوضعيات التي تمكننا من التصرف خارج المدرسة ومواجهة وضعيات معقدة أي التفكير والتحليل والتأويل والتوقع واتخاذ القرارات والتنظيم والتفاوض .
     فاكتساب المعارف أو القدرات لا يعني أننا صرنا أكفاء وقد نستطيع الإلمام بقواعد والتقنيات مثل المحاسبة دون تطبيقها في الوقت المناسب وقد نستطيع الإلمام بالقانون التجاري كله ومع ذلك لا نعرف كيف نحرر عقد من العقود . بهذا نقول أن الكفاءة لا توجد إلا ما تحقق منها وتجلى في الأداء . فالمقاربة بالكفاءة في الوسط التربوي جاءت بعد تطبيقها في الميدان المهني ولذا ارتبط مفهوم الكفاءة بالميدان المهني.

 مفهوم الكفاءة :

  ـ هي مفهوم عام يشمل القدرة على استعمال المهارات والمعارف الشخصية في وضعيات جديدة داخل حقل معين . ـ هي مجموعة من التصرفات الاجتماعية الوجدانية ومن المهارات النفسية الحس الحركي التي تسمح بممارسة لائقة لدور ما أو وظيفة ما أو نشاط ما . تستند الكفاءة إلى نشاط يستدعي مهارات معرفية نفس حركية أو اجتماعية أو وجدانية ضرورية لإنجاز هذا النشاط سواء أكان ذا طبع شخصي أو اجتماعي أو مهني .

 خصائص المقاربة بالكفاءة :

   ـ تنظيم برامج التكوين انطلاقا من الكفاءات الواجب اكتسابها .
 ـ تغير الكفاءات وفق السياق الذي تطبق فيه . 
ـ وصف الكفاءات بالنتائج والمعايير . 
ـ مشاركة الأوساط المعنية ببرنامج التكوين في مسار إعداد هذه البرامج . 
ـ تنظيم الكفاءات انطلاقا من النتائج والمعايير المكونة لها . ـ اعتماد التكوين على الجانب التطبيقي الخاص . 
ـ المعارف قابلة للتجنيد والمشاريع ( طريقة المشاريع )
-المعارف توظف في حل المشكلات المعقدة ( طريقة حل المشكلات )

 المقاربة بالكفاءات وآثارها :

 ينتظر من اعتماد المقاربة بالكفاءات في بناء البرنامج :
 ـ تكييف الغايات المدرسية مع الواقع المعاصر في ميدان ( السلوكيات العمل , العمل , المواظبة والحياة اليومية ) 
ـ الاهتمام بالقدرة على تجديد المعارف في وضعيات متنوعة مثل حل المشكلات النفسية , التعليل والتحليل , إصدار الحكم .
    ـ ربط المعارف بوضعيات تسمح بالتعرف خارج المدرسة استثمار المعارف والمهارات لذا يجب حث التلميذ على استكشاف ما حوله يتصرف فيه داخل وخارج القسم , وينبغي أن تنعكس المفاهيم والتقنيات على شخصيته .
 ـ تبني المعرف حسب قدرات التلميذ العقلية وميوله ورغباته وتكون حسب نموه تفاديا المعارف التي تتطلب من التلميذ الحفظ والتطبيق . 
    وهناك كفاءات عرضية خاصة بكل المواد وكفاءات أفقية متعلقة بالمادة

 أنواع الكفاءات : 

الكفاءة القاعدية : وهي مجموع الكفاءات الأساسية المرتبطة بالوحدة التعليمية .
 الكفاءة المستهدفة : وهي مجموع الكفاءات القاعدية المكونة والمرتبطة بدورة أو دورات أو مجال تعلم

 . تقييم الكفاءات :

 تقييم الكفاءات حسب مؤشرات الكفاءة . مؤشر الكفاءة : هو السلوك الظاهري القابل للملاحظة والقياس الذي يبرز من خلال نشاط التعلم ويعبر عن حدوث فعل التعلم أو التحكم في مستوى الكفاءات المكتسبة . ومن خلال مجموع المؤشرات المرتبطة بالكفاءات الواحدة يمكن التأكد من تحقيق الكفاءة المستهدفة أو عدمها .

أنواع التقييم :

 *التقويم الشخصي :
 يجب معرفة مؤشرات قبل التعلم أي التأكد من المعارف القبلية للتلاميذ قصد تحديد استراتيجيات لإكساب التلميذ المعارف الجديدة .
 *التقويم التكويني : 
خلال التعلم ملاحظة سلوك وأداء التلميذ أثناء سير الأنشطة التعليمية .
 *التقويم بعد التعليم والتدريب : 
هو تقويم تحصيلي يهتم بنتائج التلاميذ وإجراءاتهم .

    هناك كفاءات عرضية تهم كل المواد وهي التي تساهم في تكوين الشخصية للتلميذ . وهناك كفاءات خاصة بالمواد وتختلف هذه الكفاءات من مستوى إلى آخر ومن مادة إلى أخرى حسب التخصص.
     والملاحظ ميدانيا ان عملية ارساء هذه المفاهيم خاصة منها المتعلقة بتوحيد المصطلحات تجري على قدم وساق من خلال الانوية الولائية على مستوى مديريات التربية لكل ولاية ولكن لا يجب ان تكون الكفاءة محصورة في جدران المدرسة كنظام يمثل واجهة المجتمع ولكن الكفاءة يجب ان تحال الى كل ميادين الحياة ومجالاتها لتعطي الثمار الناضجة في وقتها......




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق